الحكم الرشيد واهميتة في الحد من الفساد ..؟
إن الفساد وباء يترتب عليه نطاق واسع من الآثار السلبيه في المجتمعات فهو يقوض الديمقراطيه وسياده القانون ويؤدي الى ارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان وإضعاف النظام الاقتصادي والمالي وتدهور نوعية الحياة ويتيح انتشار الجريمه المنظمه والإرهاب وغير ذلك من التهديدات التي تؤثر على الأمن البشري .
وتوجد هذه الظاهره الخطيره في جميع البلدان كبيرها وصغيرها ،غنيها وفقيرها ، الا ان آثارها في العالم النامي اكثر ماتكون تدميرآ .
ويضر الفساد بالفقراء بدرجه اساسيه ، حيث يتم هدر الاموال المعدة للتنميه مما يقوض قدره الحكومه على تقديم الخدمات الأساسيه وهذا يؤدي إلى وقف المعونات الاجنبيه والفساد عنصر رئيسي في تدهور الأداء الاقتصادي وعقبة كبرى أمام طريق التنميه وتخفيف الحد من الفقر .
ماهو الفساد
أ- تعريف الفساد : يقصد به إساءة استعمال السلطه التي أؤتمن عليها الشخص او الموظف او المسؤول الحكومي لمكاسب شخصيه .
ويعرف الفساد أيضا" : بأنه استخدام السلطه العامه من أجل كسب أو ربح شخصي أو من أجل تحقيق هيبة أو مكانة إجتماعيه أو من أجل تحقيق منفعه لجماعه او طبقه بالطريقه التي يترتب عليها خرق القانون أو مخالفة التشريع ومعايير السلوك الأخلاقي.
ب- أنواع الفساد : هناك العديد من أنواع الفساد منها :
1- الفساد الإداري : وهو اتباع سلوك مخالف للقوانين من خلال استغلال الموظف العام لموقفه وصلاحياته عن طريق قيامه بالأفعال البيروقراطيه المنحرفه وتغليب المصالح الفرديه على حساب المصالح العامه.
2- الفساد القضائي : القضاء هو السلطه التي يعول عليها الناس في التحكيم وفض النزاعات والخصومات وإعاده الحقوق لأصحابها ومن أخطر ماتصاب به الحكومات والشعوب تسرب الفساد إلى السلك القضائي فإن حدث ذلك فتلك علامة صريحه على تفشي الفساد في كل ميدان لأن فساد القضاء يعني ضياع الحقوق وتفشي الظلم وتلاشي فرص المساءلة .
ومن أبرز أشكال الفساد القضائي المحسوبيه والوساطة وماينتج عن ذلك من اتهام برئ وتبرئه جانِ وقبول الهدايا والرشاوى وشهادة الزور ومايترتب عليها من هظم لحقوق الآخرين .
3- الفساد الإقتصادي : وهو الحصول على منافع ماديه وأرباح عن طريق أعمال منافية للقيم والأخلاق والقانون كالغش التجاري والتلاعب في الأسعار من خلال إفتعال أزمات في الأسواق .
4- الفساد السياسي : عرفت الأمم المتحده الفساد السياسي بأنه استغلال المناصب العامه لتحقيق مكاسب خاصه أو هو تغليب المصالح الخاصه لصانعي القرار على المصالح العامة كان ذلك دليلاً على وجود الفساد السياسي .
مكافحة الفساد :
ينظر إلى الفساد على أنه أحد أبرز تحديات إدارة الحكم الرشيد التي تؤثر سلباً على عمليات الإصلاح والتنميه في ظل ندرة البيانات والمعلومات المتعلقه بهذه الظاهره وضعف ثقة الناس ..بشكل عام .. بقدرة الدولة على التحرك الفعال في مواجهتها .
ومع ذلك فقد شهدت السنوات الماضيه وتيره متزايده من المبادرات والاتفاقيات للحد من هذه الظاهره أهمها : إتفاقية الأمم المتحده لمكافحة الفساد .
وقد قام برنامج إدارة الحكم التابع للأمم المتحده بدعم جهود مكافحة الفساد في البلدان العربيه والتعاون معها في إطار مشروعه الإقليمي لتعزيز الشفافية والنزاهة وتدعيم ممارسات الحكم الرشيد وتعزيز التنمية البشرية.
أهمية الإصلاحات ومكافحة الفساد :
كيف تقوم الدوله بمكافحة الفساد
لابد للدولة من القيام بالإصلاحات في مواضيع الاختلالات مثل تضخيم الهيكل التنظيمي والوظيفي في الحكومة وضعف تأهيل القوى العاملة وفشل عدد كبير من المشاريع في القطاع العام والقطاع المختلط وضعف التنسيق بين الأجهزه الإداريه والنسسات وازدواجية الوظائف.